دردشة دنيا الغرام ....من القلب لقلب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دردشة دنيا الغرام ....من القلب لقلب
 
الرئيسيةطفلك في الرابعة I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 طفلك في الرابعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دنيا الحب
Admin
دنيا الحب


عدد المساهمات : 108
تاريخ التسجيل : 02/11/2011

طفلك في الرابعة Empty
مُساهمةموضوع: طفلك في الرابعة   طفلك في الرابعة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 20, 2011 4:42 pm

ثورة السلوك وسن الأربع سنوات هي حديثنا التالي، في سن الأربع سنوات، تنتهي ثورة العاطفة وتبدأ ثورة مؤقتة من نوع آخر، ثورة هامة للطفل ومتعبة للوالدين، في سن الأربع سنوات تبدأ ثورة السلوك، من بعد ما كان يزعج والديه بخوفه وبكائه أصبح يزعجهم بحركته وعناده، ومن بعد ما كان يزعجهم بعدم ثقته في حب الآخرين له بتوتره وقلقه أصبح يزعجهم بحركته وعدم سيطرتهم عليه.

تحتاج منا شخصية الطفل الثائرة في هذه المرحلة الصعبة إلى الرضا بها وتقبلها رغم عيوبها مع بعض الإجراءات التي نقوم بها، وهي في النهاية مرحلة مؤقتة ستتغير تلقائياً _بإذن الله_ وقريباً وبدون ما تستهلك أعصابك ويأتيك الضغط والسكر بالعكس هدئ نفسك، وتحمل هذا في المدة المؤقتة، اعلم أن الكلام سهل، وأن الواقع عليكم صعب بمعنى الكلمة، أقدّر والله هذا الشيء ولا أتجاهله، ابن الأربع سنوات ثائر حركياً يضرب يتخانق يرفس يرمي الأشياء يكسر الأشياء يهرب ما تقدرين عليه، ثائر عاطفياً تجدينه يضحك ضحكات عالية بدون سبب يستحق ثم يبدلها بثورات غضب، ثائر لغوياً -الله يعينكم- الألفاظ الوسخة التي لقطها في سن الثلاث سنوات وقبلها الآن تخرج ما تعلم من أين أتى بها ممكن يردد شتائم أو كلمات متصلة بالنجاسات_أكرمكم الله_ ، وقد يتعمد تكراراها مع ضحكة يعني أنه يعرف معناها ومع ذلك يقولها عناداً، المهم أنه ما يكون أحد الوالدين يردد هذه الألفاظ والطفل يقلده، غير هذا المسألة سهلة وبسيطة؛ لأن غالباً الولد يستلفت سمع والديه بهذه الكلمات، وبالتالي يمكن نزع الفتيل بعدم تحقيق ما يتمنى من لفت الأسماع والأنظار، بل كأنه ما قال شيء ونغير الموضوع مع استغلال أقرب عمل جيد يقوم به الطفل لإعطائه الشكر والثناء والاهتمام، فنشبع حاجته للاهتمام به مع ربط هذا الاهتمام بالصواب ليس بالخطأ.

إلى جانب ثورته الحركية واللفظية يكون ثائراً في علاقاته مع من حوله، يعاند أباه وأمه ويستهين بأوامرهم وتوجيهاتهم وعقوبتهم، ما فيه مانع تشدون عليه إذا لزم الأمر مع توفير اهتمام أكبر عندما يفعل الصح بدون ما نقع في الرشوة، مثلاً لا نرشيه بالخروج معنا إذا ما ضرب إخوانه، إنما نكافؤه بدون وعود مسبقة، وسبحان الله الخالق العظيم، خلف كل الصور السلبية التي ذكرتها قبل قليل تختفي ميزة رائعة ومهمة جداً هي ثقته في نفسه وفي استقلاله وأن له إرادة، هذه الثورة المؤقتة في سلوكه هي ولادة الثقة في نفسه ومظاهر تعامله الجديد معها لذلك يحتاج هذه الثورة المؤقتة كما نحتاج نحن للإرادة والثقة في أنفسنا، نعم نهذب هذه الثورة لكن ما نقمعها؛ لأن الحزم الزائد سيؤدي إلى مزيد من العناد وتتأكد هذه الصفة عنده.

يقول محمد كامل عبد الصمد في كتابه (طفلك الصغير هل هو مشكلة): "الآباء الذين يبالغون في الحزم والأمر والنهي قد يثبتون في نفس الطفل أسلوب العناد والتحدي لإثبات ذاته". انتهى كلامه.

لكن متى ما كان الوالدان إيجابيين في نظرتهم لهذا التمرد مثلاً استقبلوه على أنه بناء للشخصية ما له أي علاقة بسيادتهم على البيت ارتاحوا وكسبوا كثيراً، كسبوا شخصية قوية لابنهم وعلاقة أقوى معه مقابل قليل من الصبر في مدة بسيطة مؤقتة.

مهم أيضاً مقابلة بعض مواقف الولد المزعجة بهدوء قدر ما تقدرون هدوء الفاهم لهذه المرحلة وبعد ما يهدأ الولد وينتهي الموقف نبدأ نناقشه بلطف ترونه يخجل ويستحي من نفسه، أحياناً تكفي النتائج الطبيعية لأخطائه كعقوبة له، مثلاً الطفل عاندك وأصر عند الخروج أن يلبس شتوي في يوم حار، ننبهه في البداية، وإذا أصر أن يلبسه اترك الحر يلقنه الدرس نيابة عنك سيستفيد من هذه التجربة ربما أكثر من كلام.

وقد ذكر الدكتور شحاتة محروس في أشرطته الرائعة (طفلك من الميلاد حتى ست سنوات) أساليب التعامل مع أمثلة أخرى من العناد، ويمكن الرجوع إلى تفاصيل أكثر في أساليب ضبط الطفل في هذا العمر وغيره في كتاب (كيف تعالج متاعبك من سلوك ولدك) للدكتور محمد الحجار، وكتاب (حاول أن تروضني) وهو من إصدارات مكتبة جرير، وكتاب (انضباط الأطفال) للدكتور بري برازلتون.

فيه شيء يحتاج ننتبه له، في كثير من الأحيان لما يعاند الطفل ويصمم على شيء، هو يتشبه بأبيه وأمه لما يصممون على فعل الذين يريدون بدون توضيح أو إقناع، وهذا خلاف هدي النبي _صلى الله عليه وسلم_ الذي كان يوضح للطفل ويبرر له، أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال _صلى الله عليه وسلم_: كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنّا لا نأكل الصدقة، تبرير وتوضيح طيب خاطر الطفل برفق في كلمات قليلة، أشار لذلك مصطفى بن العدوي في كتابه (فقه تربية الأبناء).

يمكن تخفيف عناد ابن الرابعة بإعطائه مساحة أكبر من الحرية وتقريب الألعاب الهادئة كألعاب الذكاء التعليمية والقصص، على أي حال نتوقع هدوء هذه الثورة في سن الأربع سنوات ونصف تقريباً وربما تنتهي مدة التمرد وثورة السلوك قبل ذلك إذا أحسنا التعامل معها، وما تسببنا في إطالتنا بسوء تكيفنا مع هذه المرحلة، إذن سن الرابعة هو المتوسط المتوقع لمرحلة ثورة الطفل السلوكية أو مرحلة التمرد والعناد وهي مرحلة مؤقتة طبيعية وهامة للطفل رغم صعوبتها.

ما ذكرناه _بإذن الله تعالى_ يقلل هذه الصعوبات ويزيد راحتكم ويعينكم على أن تنموا في طفلكم خلالها الإرادة والانضباط والثقة والاستقلالية التي يحتاجها في حياته دون أن تصنعوا داخله إنساناً مدللاً أو عنيداً.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طفلك في الرابعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طفلك في الرابعة والنصف
» طفلك في الخامسة
» طفلك في السادسة
» طفلك في السابعة
» طفلك في الثامنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دردشة دنيا الغرام ....من القلب لقلب :: المنتديات الاجتماعية :: ۩╝◄تربية الطفل المسلم►╚۩-
انتقل الى: