دردشة دنيا الغرام ....من القلب لقلب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دردشة دنيا الغرام ....من القلب لقلب
 
الرئيسيةالقيم الأخلاقية وأهميتها في التركيبة الاجتماعية I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القيم الأخلاقية وأهميتها في التركيبة الاجتماعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دنيا الحب
Admin
دنيا الحب


عدد المساهمات : 108
تاريخ التسجيل : 02/11/2011

القيم الأخلاقية وأهميتها في التركيبة الاجتماعية Empty
مُساهمةموضوع: القيم الأخلاقية وأهميتها في التركيبة الاجتماعية   القيم الأخلاقية وأهميتها في التركيبة الاجتماعية I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 23, 2011 2:53 pm

flower الحمد لله القائل ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾, والقائل سبحانه وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾, والصلاة والسلام على قدوة الأنام من وصفه ربه بوسام الخلق العظيم ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ القائل علية الصلاة والتسليم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق", والقائل: "إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا", "وإن المؤمن ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد فإن القيم الأخلاقية ركيزة أساسية في بناء المجتمعات, وتماسكها وإصلاح تركيبتها ورقي مكوناتها, وسعادة أفرادها, وتقدمها ونهضتها وفخر عزتها,

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

والقرآن الكريم قد أعطى القيم الأخلاقية والمعاملات السلوكية أهمية أساسية حيث ركز كثيرا على العلاقات والقيم الأخلاقية داخل اللبنة الأولى في المجتمع وهي الأسرة فجعل الإحسان للوالدين وبرهما بعد التوحيد قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾(سورة الإسراء: 23), بل أمر بالإحسان إليهما وإن كانا كافرين قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (سورة لقمان: 15), وذلك لحفظ الأسرة التي هي اللبنة الأولى في تركيبة المجتمع.

والقرآن الكريم قد حدد عناصر المجتمع وتركيباته وجعل القيم الأخلاقية سببا في ثبات المجتمع وتماسكه أو انحرافه وتمزقه قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (سورة الحجرات: 13),

ومن ذلك أن أرشد القرآن الكريم إلى ما يعمق القيم الأخلاقية المؤدية إلى تماسك المجتمع وصلابته فأوجد لها السنن والقوانين والأنظمة الكثيرة والمتنوعة كإلقاء السلام ورده بالتحية التي هي أحسن كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً﴾[النساء: 86]، وشرع الاستئذان عند دخول البيوت وعدم اقتحامها بغير إذن كما في قوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾[النور: 28].
وشرع من قوانين اللياقة والذوق الاجتماعي آداب المجالس والإفساح للغير فيها قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾[المجادلة: 11].
وأعمال الإنسان في المجتمع هي نتاج تفاعل اجتماعي مبني على توقعات ومصالح وآثار لا تتحقق إلا من خلال الآخرين, لذا وجب على الإنسان أن يراعي بقية أفراد المجتمع, ولقد أقر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أهمية ذلك إذ قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه", وقال صلى الله عليه وسلم: "والله لا يؤمن ـ كررها ثلاثا ـ, قيل من يا رسول الله قال: من لا يأمن جاره بوائقه".

والمتأمل أكثر في سور وآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة يتضح له جليا كل هذه الصفات الجميلة والمبادئ الجليلة التي تبني المجتمعات وتحصنها من الفساد والرذيلة والجرائم.

وللقضاء على الطبقية والتفرقة, ونشر المحبة والعلاقات الاجتماعية الحميدة بين أفراد المجتمع نجد أن الشريعة الإسلامية قد راعت حقوق أهل الذمة من اليهود والنصارى فسمحت لهم بممارسة طقوسهم وعبادتهم وشعائرهم الدينية.

كما أرشد الإسلام إلى علاقات تساعد في ترابط المجتمع وتنميته, ونهى عن علاقات أخرى لأنها مصدر لتصدع المجتمعات وتدهورها, فحرم قتل النفس بغير حق قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ﴾ [الإسراء: 33], كما حرم قتل المستأمنين والمعاهدين, وجعل للأعراض وإيذاء المسلمين حرمة عظيمة قال صلى الله عليه وسلم: "إن أربى الربا عند الله : استحلال عرض امرئ مسلم " ثم قرأ صلى الله عليه وسلم : ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: 58],

وشرع الحدود لذلك فقال تعالى متوعدا باللعن في حق قاذف المحصنات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: 23], وبالحد أيضا فقال تعالى : ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 4].

وفي المعاملة الاجتماعية حرم الاعتداء على مال الأخر بالرشوة([1]) أو السرقة أو الغصب أو القمار أو أكل مال اليتامى فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188], وقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ﴾ [النساء: 29], وقال تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [المائدة: 38], وقال عز وجل: ﴿إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ﴾ [المائدة: 33], وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ [النساء: 10].

وحرمت الشريعة الكذب والهجران والقطيعة لما لهذه الأخلاق الذميمة من أثر فتاك في تدمير العلاقات الاجتماعية بين الناس قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ﴾ [النحل: 105], وقال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد: 22], وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".

وحرم الغيبة والنميمة وسوء الظن والتجسس والاستهزاء والسخرية لأنها تطعن في الثقة التي هي من أسس العلاقة الاجتماعية الصحيحة فلا علاقة حقيقية مع مجود هذه الأمراض الأخلاقية قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ...﴾, ثم قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحجرات: 11-12].

وما ظلت المجتمعات الغربية وكثير من المجتمعات الإسلامية اليوم إلا ببعدها عن الأخلاق الإسلامية الحميدة وانجرارها وراء قيم الانحلال والفساد التي ما برحت تفت في عضد المجتمعات حتى فرقت مكوناتها وشتت تركيباتها, فتبدل البر إلى عقوق, فامتلأت دور العجزة والمسنين بالآباء وضجت الشوارع من تسكع الأبناء, وانقلب الوئام والحب والسلام إلى عداوة وبغضاء وطبقية مقيتة وحروب شرسة طاحنة مميتة.

فلو أن المسلمين اليوم طبقوا القيم الأخلاقية الشاملة التي دعت إليها الشريعة الإسلامية تطبيقا صحيحا لتحقق الوئام بين أفراد المجتمع وحل فيه الأمن والسلم الاجتماعيين وأدى ذلك إلى تطور ونهضة وسعادة المجتمع كما كان ذلك في عهد النبي صلى عليه وسلم والقرون الأولى.

وفي الأخير فهذه المقالة وميض من مقدمة رسالة دكتوراة للباحث بعنوان ( سنن وقوانين العلاقات الاجتماعية في القرآن وأثرها على المجتمع), وهي دعوة للمسلمين خاصة وللناس عامة لأن يطبقوا قيم الأخلاق الكريمة في تعاملاتهم وسائر حياتهم ليسود التفاهم والإخاء والانسجام بين مكونات المجتمع وتتحقق سعادته.



--------------------------------------------------------------------------------

[1] - وهي عبارة عما يدفع من مال إلى ذي سلطان أو وظيفة عامة ليحكم على خصمه بما يريد هو، أو ينجز له عملاً مخالفاً للشرع أو يعطل لخصمه مصلحة, وقد حرمها الإسلام لأنها قد تقلب الباطل حقاً والحق باطلاً, وتخرق القوانين وتشيع الفوضى, وتعطي من لا يستحق ما لا يستحق، وتحرم المستحقين حقوقهم. flower
flower
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القيم الأخلاقية وأهميتها في التركيبة الاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القيم الأخلاقية في القرآن الكريم
» كيف نغرس القيم الأخلاقية في اطفالنا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دردشة دنيا الغرام ....من القلب لقلب :: الموسوعات الاسلامية :: ۩╝◄موسوعة القيم والاخلاق►╚۩-
انتقل الى: